السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَنَزَّلۡنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ مُّبَٰرَكٗا فَأَنۢبَتۡنَا بِهِۦ جَنَّـٰتٖ وَحَبَّ ٱلۡحَصِيدِ} (9)

ثم ذكر تعالى دليلاً بقوله تعالى : { ونزلنا من السماء } أي : المحل العالي الذي لا يمسك فيه الماء عن دوام التقاطر إلا بقاهر { ماء } أي شيئاً فشيئاً في أوقات وعلى سبيل التقاطر ولولا عظمتنا التي لا تضاهي لغلب بما له من الثقل والميوع والنفوذ فنزل دفعة واحدة فأهلك ما نزل عليه فنزل دفعة واحدة فأهلك ما نزل عليه فزالت المسرّة وعادت المنفعة مضرّة { مباركاً } أي : نافعاً جدّاً كثير لبركة وفيه حياة كل شيء ، وهو المطر فيكون الاستدلال بالسماء والأرض وما بينهما وهو إنزال الماء من فوق وإخراج النبات من تحت { فأنبتنا } أي : بما لنا من القدرة الباهرة { به جناتٍ } من الشجر والثمر والزرع والريحان وغيره مما تجمعه البساتين فتجن أي تستر الداخل فيها { وحب الحصيد } أي : النجم الذي من شأنه أنه يحصد كالبر والشعير ونحوهما .