إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ} (1)

مقدمة السورة:

سورة والنجم مكية وآيها إحدى أو اثنتان وستون .

{ والنجم إِذَا هوى } المرادُ بالنجمِ إمَّا الثُّريَّا فإنَّه اسمٌ غالبٌ لَهُ ، أو جنسُ النجومِ . وبهَوِيّه غروبُه ، وقيلَ : طلوعُه ، يقالُ هَوَى هَوِيا بوزن قبول إذا غربَ وهُوِيّا بوزنِ دخول إذا علا وصعِد . وأما النجمُ من نجومِ القُرآنِ فهَوِيَّهُ نزولُه ، والعاملُ في إذَا فعلُ القسمِ فإنَّه بمعنى مطلقِ الوقتِ منسلخٌ من مَعْنى الاستقبالِ كَما في قولِك آتيكَ إذَا احمرَّ البُسْرُ{[1]} . وفي الإقسامِ بذلكَ على نزاهتِه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ عن شائبِة الضلال والغَوايةِ من البراعةِ البديعةِ وحسنِ الموقعِ ما لا غايةَ وراءَهُ ، أما على الأولينِ فلأنَّ النجمَ شأنُه أنُ يهتدِيَ بهِ السَّارِي إلى مسالكِ الدُّنيا كأنَّه قيلَ والنجمِ الذي يَهتدِي به السابلةُ إلى سواءِ السبيلِ .


[1]:ورد في الأصل "حتى يرد".