إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰ} (38)

{ أَن لا تَزِرُ وازرة وِزْرَ أخرى } أي أنهُ لا تحملُ نفسٌ من شأنِها الحملُ حِملَ نفسٍ أُخْرَى على أنَّ «أن » هيَ المخففةُ منَ الثقيلةِ وضميرُ الشأنِ الذي هو اسمُها محذوفٌ والجملةُ المنفيةُ خبرُها ومحلُّ الجملةُ الجرُّ على أنَّها بدلٌ ممَّا في صحفِ مُوسى أو الرفعُ على أنَّها خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ كأنَّهُ قيلَ : ما في صحفِهما فقيلَ هو أنْ لا تزرُ الخ والمَعْنى أنَّه لا يُؤاخذُ أحدٌ بذنبِ غيرِه ليتخلصَ الثَّانِي عن عقابه ولا يقدحُ في ذلك قولُه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ " منْ سَنَّ سُنَّةً سيئةً فعليهِ وزرُهَا ووزرُ مَنْ عمِلَ بها إلى يومِ القيامةِ فإنَّ ذلكَ وزرُ الإضلالِ الذي هُو وزرُهُ " {[755]} .


[755]:أخرجه مسلم في كتاب الزكاة حديث (69)؛ وفي كتاب العلم حديث (15)؛ كما أخرجه النسائي في كتاب الزكاة باب (64)؛ وابن ماجه في المقدمة باب (14، 15)؛ والدارمي في المقدمة باب (44)؛ وأحمد في المسند (4/357، 359، 361، 362).