وقولُه تعالى : { أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم } استئنافٌ وقعَ جواباً عن سؤالٍ نشأَ مما قبلَهُ من الحثِّ عَلى التَّقوى كأنَّه قيلَ كيفَ نعملُ بالتَّقوى في شأنِ المعتداتِ فقيلَ أسكنوهنَّ مسكناً من حيثُ سكنتُم أي بعضَ مكانٍ سكناكم . وقولُه تعالَى : { من وُجْدِكُم } أي من وُسعِكم أي مما تطيقونَهُ عطفُ بيانٍ لقولِهِ من حيثُ سكنتُم وتفسيرٌ لهُ .
{ وَلاَ تُضَارُّوهُنَّ } أيْ في السُّكنى { لِتُضَيّقُوا عَلَيْهِنَّ } وتُلْجئوهنَّ إلى الخروجِ { وَإِن كُنَّ } أي المطلقاتُ { أولات حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حتى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ } فيخرُجنَ من العدةِ ، أما المُتوفَّى عنهنَّ أزواجُهنَّ فلا نفقةَ لهُنَّ { فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ } بعدَ ذلكَ { فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } على الإرضاعِ { وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ } أي تشاورُوا ، وحقيقتُه ليأمرْ بعضُكم بعضاً بجميلٍ في الإرضاعِ والأجرِ ولاَ يكُن من الأبِ مماكسة{[786]} ولا من الأمِّ مُعاسرةٌ { وَإِن تَعَاسَرْتُمْ } أي تضايقتُم { فَسَتُرْضِعُ لَهُ أخرى } أي فستوجَدُ ولا تُعوزُ مرضعةٌ أُخرى ، وفيه معاتبةٌ للأمِّ على المعاسرةِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.