إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالُوٓاْ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ} (125)

{ قَالُواْ } استئنافٌ مَسوقٌ للجواب عن سؤال ينساق إليه الذهنُ كأنه قيل : فماذا قال السحرةُ عندما سمِعوا وعيدَ فرعونَ ؟ هل تأثروا به أو تصلبوا فيما هم فيه من الدين ؟ فقيل : قالوا ثابتين على ما أحدثوا من الإيمان : { إِنَّا إلى رَبّنَا مُنقَلِبُونَ } أي بالموت لا محالة فسواءٌ كان ذلك من قِبَلك أو لا فلا نبالي بوعيدك أو إنا إلى رحمة ربنا وثوابِه منقلبون إن فعلتَ بنا ذلك كأنهم استطابوه شَغَفاً على لقاء الله تعالى أو إنا جميعاً إلى ربنا منقلبون فيحكم بيننا وبينك .