{ وَقَالَ الملا مِن قَوْمِ فِرْعَونَ } مخاطِبين له بعد ما شاهدوا من أمر موسى عليه السلام { أَتَذَرُ موسى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ في الأرض } أي في أرض مصرَ بتغيير الناسِ عليك وصرفِهم عن متابعتك { وَيَذَرَكَ } عطفٌ على يُفسدوا ، أو جوابُ الاستفهام بالواو كما في قول الحطيئة : [ الوافر ]
ألم أكُ جارَكم ويكونَ بيني *** وبينكم المودةُ والإخاءُ{[293]}
أي أيكونُ منك تركُ موسى ويكونَ تركُه إياك ؟ وقرىء بالرفع عطفاً على أنذرُ أو استئنافاً أو حالاً ، وقرىء بالسكون كأنه قيل : يفسدوا ويذرْك كقوله تعالى : { فَأَصدَّقَ وَأَكُن } [ المنافقون ، الآية 10 ] { وَءالِهَتَكَ } ومعبوداتِك ، قيل : إنه كان يعبد الكواكبَ وقيل : صنع لقومه أصناماً وأمرهم بأن يعبُدوها تقرباً إليه ولذلك قال : أنا ربكم الأعلى ، وقرىء وإلهتك أي عبادتَك { قَالَ } مجيباً لهم { سَنُقَتّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِى نِسَاءهُمْ } كما كنا نفعل بهم ذلك من قبلُ ليُعلم أنا على ما كنا عليه من القهر والغلبةِ ولا يُتَوَهّم أنه المولودُ الذي حكم المنجمون والكهنةُ بذهاب مُلكِنا على يديه وقرىء سنقتل بالتخفيف { وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قاهرون } كما كنا لم يتغير حالُنا أصلاً وهم مقهورون تحت أيدينا كذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.