فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ} (34)

{ وَالَّذِينَ هُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } أي على أذكارها وأركانها وشرائطها ، لا يخلون بشيء من ذلك . قال قتادة : على وضوئها وركوعها وسجودها . وقال ابن جريج : المراد التطوّع ، وكرر ذكر الصلاة لاختلاف ما وصفهم به أوّلاً ، وما وصفهم به ثانياً ، فإن معنى الدوام : هو أن لا يشتغل عنها بشيء من الشواغل كما سلف ؛ ومعنى المحافظة : أن يراعي الأمور التي لا تكون صلاة بدونها وقيل : المراد يحافظون عليها بعد فعلها من أن يفعلوا ما يحبطها ويبطل ثوابها ، وكرّر الموصولات للدلالة على أن كل وصف من تلك الأوصاف لجلالته يستحقّ أن يستقلّ بموصوف منفرد .

/خ39