إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَأَنتُمۡ تَسۡمَعُونَ} (20)

{ يا أَيُّهَا الذين ءامَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْاْ } بطرح إحدى التاءين وقرىء بإدغامها { عَنْهُ } أي لا تتولوا عن الرسول ، فإن المرادَ هو الأمرُ بطاعته والنهيُ عن الإعراض عنه ، وذكرُ طاعتِه تعالى للتمهيد والتنبيه على أن طاعتَه تعالى في طاعة رسولِه عليه الصلاة والسلام { منْ يُطِعِ الرسول فَقَدْ أَطَاعَ الله } وقيل : الضمير للجهاد وقيل : للأمر الذي دل عليه الطاعة وقوله تعالى : { وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ } جملةٌ حالية واردةٌ للتأكيد بوجوب الانتهاء عن التولي مطلقاً كما في قوله تعالى : { فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } لا لتقييد النهي عنه بحال السماع كما في قوله تعالى : { لاَ تَقْرَبُواْ الصلاة وَأَنتُمْ سكارى } أي لا تتولوا عنه والحال أنكم تسمعون القرآن الناطق بطاعتِه والمواعظ الزاجرة عن مخالفته أي سماع فهمٍ وإذعان .