فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَأَنتُمۡ تَسۡمَعُونَ} (20)

{ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله } أمر الله سبحانه المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله في أمر الجهاد لأن فيه بذل المال والنفس ، { ولا تولوا } نهاهم عن التولي عن رسوله ، فالضمير في { عنه } عائد إلى الرسول لأن طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي من طاعة الله { ومن يطع الرسول فقد أطاع الله } ويحتمل أن يكون راجعا إلى الله وإلى رسوله كما في قوله : { والله ورسوله أحق أن يرضوه } وقيل راجع إلى الأمر الذي دل عليه أطيعوا .

هذا تفسير الآية على ظاهر الخطاب للمؤمنين وبه قال الجمهور وقيل أنه خطاب للمنافقين ، والمعنى يا أيها الذين آمنوا بألستنهم فقط قال ابن عطية : وهذا وإن كان محتملا على بعد فهو ضعيف جدا لأن الله وصف من خاطبه في هذه الآية بالإيمان وهو التصديق ، والمنافقون لا يتصفون من التصديق بشيء .

وأبعد من هذا من قال الخطاب لبني إسرائيل فإنه أجنبي من الآية { وأنتم تسمعون } ما يتلى عليكم من الحجج والبراهين والقرآن والمواعظ وتصدقون بها ولستم كالصم البكم .