أمر الله سبحانه المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله ، ونهاهم عن التولي عن رسوله ، فالضمير في { عَنْهُ } عائد إلى الرسول ، لأن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله ، و { مَّنْ يُطِعِ الرسول فَقَدْ أَطَاعَ الله } ويحتمل أن يكون هذا الضمير راجعاً إلى الله وإلى رسوله ، كما في قوله : { والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ } وقيل : الضمير راجع إلى الأمر الذي دلّ عليه أطيعوا ، وأصل تولوا : تتولوا ، فطرحت إحدى التاءين ، هذا تفسير الآية على ظاهر الخطاب للمؤمنين ، وبه قال الجمهور .
وقيل : إنه خطاب للمنافقين ، والمعنى : يا أيها الذين آمنوا بألسنتهم فقط . قال ابن عطية : وهذا وإن كان محتملاً على بعد فهو ضعيف جدّاً ، لأن الله وصف من خاطبه في هذه الآية بالإيمان وهو التصديق .
والمنافقون لا يتصفون من التصديق بشيء ، وأبعد من هذا من قال : الخطاب لبني إسرائيل ، فإنه أجنبيّ من الآية . وجملة { وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ } في محل نصب على الحال ، والمعنى : وأنتم تسمعون ما يتلى عليكم من الحجج والبراهين وتصدقون بها ولستم كالصمّ البكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.