الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة قال : حدثني أبو بكر محمد بن إسحاق ، محمد بن علي بن محمد ، محمد بن علي بن صالح عن ابن إسحاق عن أبي جحيفة قال : قيل : يا رسول الله قد أسرع إليك المشيب ، قال : ( شيبتني هود وأخواتها : الحاقة ، والواقعة ، وعمّ يتساءلون ، وهل أتاك حديث الغاشية ) .

وعن زيد قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقرأت عليه سورة هود فلمّا ختمتها قال : يا زيد قرأت ، فأين البكاء ؟ .

{ الر كِتَابٌ } قيل { الر } مبتدأ وكتاب خبره ، وقيل : كتاب رفع على خبر ابتداء مضمر تقديره : هذا كتاب { أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ } قال ابن عباس : أُحكمت آياته : لم تنسخ بكتاب كما نسخت الكتب والشرائع بها { ثُمَّ فُصِّلَتْ } بُيّنت بالأحكام والحلال والحرام ، قال الحسن وأبو العالية : فُصّلت : فُسِّرت { مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * }