الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ} (125)

{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } شك ونفاق { فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ } كفراً إلى كفرهم وضلالا إلى ضلالهم وشكاً إلى شكهم .

وقال مقاتل : إثماً إلى أثمهم { وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ } قال مجاهد في هذه الآية : الإيمان يزيد وينقص ، وقال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : لو وزن إيمان أبو بكر ( رضي الله عنه ) بإيمان أهل الأرض لرجحهم ، بلى إن الإيمان ليزيد وينقص ، قالها ثلاث مرات .

وروى زيد الشامي عن ذر قال : كان عمر يأخذ بيد الرجل والرجلين من أصحابه فيقول : تعالوا حتى نزداد إيماناً .

قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب كلما ازداد الإيمان عظماً ازداد ملك الناس حتى يبيض القلب كله ، وأن النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب فكلما إزداد النفاق إزداد ذلك السواد فيسود القلب كله . فأيم الله لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود .

وكتب الحسن إلى عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : إن للإيمان تشاد شرائع وحدود وفرائض من استكملها استكمل الإيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان .

وقال ابن المبارك عن الحسن : إلاّ قرابة بزيادة الإيمان أو أردّ كتاب الله تعالى .