{ وأما الذين } وبين أن أشرف ما فيهم مسكن الآفة فقال : { في قلوبهم مرض } فمنعهم الإيمان وأثبت لهم الكفران فلم يؤمنوا .
ولما كان المراد بالمرض الفساد المعنوي المؤدي إلى خبث العقيدة ، عبر عنه بالرجس فقال : { فزادتهم رجساً } أي اضطراباً موجباً للشك ، وزاد الأمر بياناً بأن المراد المجاز بقوله : { إلى رجسهم } أي شكهم الذي كان في غيرها { وماتوا } أي واستمر بهم ذلك لتمكنه عندهم إلى أن ماتوا { وهم كافرون* } أي عريقون في الكفر ، وسمي الشك في الدين مرضاً لأنه فساد في الروح يحتاج إلى علاج{[37442]} كفساد البدن في الاحتياج ، ومرض القلب أعضل ، وعلاجه أعسر{[37443]} وأشكل ، ودواءه أعز وأطباؤه أقل . ولما زاد الكفار بالسورة رجساً من أجل كفرهم بها{[37444]} ، كانت كأنها{[37445]} هي التي زادتهم ، وحسن وصفها بذلك{[37446]} كما حسن : كفى بالسلامة داء ، وكما قال الشاعر :
أرى بصري قد رابني بعد نصحه *** وحسبك داء أن تصح وتسلما
قاله الرماني ، فالمؤمنون يخبرون عن زيادة إيمانهم وهؤلاء يخبرون عن عدمه في وجدانهم{[37447]} ، فهذا موجب شكهم وتماديهم في غيهم وإفكهم ، ولو أنهم رجعوا إلى حاكم العقل لأزال شكهم وعرفهم صدق المؤمنين بالفرق بين حالتيهم ، فإن ظهور الثمرات مزيل للشبهات ، والآية من الاحتباك : إثبات الإيمان أولاً دليل على حذف{[37448]} ضده ثانياً ، وإثبات المرض ثانياً دليل على حذف الصحة أولاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.