الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وهي عشرة آلاف وثمانمائة وتسع وثمانون حرفاً ، وألفان وخمسمائة كلمة غير واحدة ، ومائة وتسع آيات

حدثنا حامد بن أحمد وسعيد بن محمد ، ومحمد بن القاسم . قالوا : أخبرنا محمد بن مطر . إبراهيم بن شريك . أحمد بن يونس . سلام بن سليم . هارون بن كثير عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي أمامة عن أُبي بن كعب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( من قرأ سورة يونس أُعطي من الأجر ومن الحسنات بعدد من صدّق بيونس وكذّب به ، وبعدد من غرق مع فرعون ) صدق رسول الله )

{ الر } قُرِئ بالتفخيم والإمالة وبين اللفظين ، وكلها لغات صحيحة فصيحة .

ابن عباس والضحاك : أنا الله أرى ، وقيل : أنا الرب لا رب غيري . عكرمة والأعمش والشعبي . الر وحم ون حروف الرحمن مقطعة . فاذا وصلت كان الرحمن . قتادة : اسم من أسماء القرآن . أبو روق : فاتحة السورة ، وقيل : عزائم الله ، وقيل : هو قسم كأنّه قال : والله إنّ { تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ } .

قال مجاهد وقتادة : أراد به التوراة والإنجيل والكتب المقدسة ، وتلك إشارة إلى غائب مؤنث .

وقال الآخرون : أراد به القرآن وهو أولى بالصواب لأنه لم يخص الكتب المقدمة قبل ذكره ولأن الحكيم من بعث القرآن ، دليله قوله :

{ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ } [ هود : 1 ] ونحوها فيكون على هذا التأويل تلك يعني هذه وقد مضى القول في هذه المسألة في أول سورة البقرة { الْحَكِيمِ } المحكوم بالحلال والحرام والحدود والأحكام .

وقال مقاتل : المحكم من الباطل لا كذب فيه ولا اختلاف وهو فعيل بمعنى فاعل كقول الأعمش في قصيدته :

وعزيمة تأتي الملوك حكيمة *** قد قلتها ليقال من ذا قالها

وقيل : هو الحاكم فعيل بمعنى فاعل بأنه قرأ : نزل فيهم الكتاب بالحق

{ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ } [ البقرة : 213 ] وقيل : بمعنى المحكوم فيه فعيل بمعنى المفعول .

قال الحسن : حكم فيه بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وحكم فيه بالنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي وحكم فيه بالجنة لمن أطاعه وبالنار لمن عصاه .

وقال عطاء : حكيم بما حكم فيه من الأرزاق والآجال بما شاء .