الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ} (129)

{ فَإِن تَوَلَّوْاْ } أعرضوا عن الإيمان وناصبوك { فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } قراءة العامة بخفض الميم على العرش ، وقرأ ابن محيصن : العظيم بالرفع على نعت الربّ ، وقال الحسين بن الفضل : لم يجمع اللههِلأحد من الأنبياء بين اسمين من أسمائه إلاّ للنبي صلى الله عليه وسلم فإنه قال : { بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } وقال تعالى :

{ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [ البقرة : 143 ] .

وقال يحيى بن جعدة : قال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : لا تثبت آية في المصحف حتى يشهد عليها رجلان فجاء رجل من الأنصار بالآيتين من آخر سورة التوبة { لَقَدْ جَآءَكُمْ } فقال عمر : والله لا أسألك عليها بيّنة ، كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثبتهما ، وهي آخر آية نزلت من السماء في قول بعضهم ، وآخر سورة كاملة نزلت سورة براءة .

أخبرنا أبو عبد الله بن حامد ، عن محمد بن الحسن عن علي بن عبد العزيز عن حجاج عن همام . عن قتادة قال : إن آخر القرآن عهداً بالسماء هاتان الآيتان خاتمة براءة { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ } إلى قوله { رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } .

أُبي بن كعب : إن أحدث القرآن عهداً بالله تعالى { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ } إلى آخر السورة .