التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ} (46)

ثم أضاف - سبحانه - إلى هذا التهويل ما هو أشد منه فى هذا المعنى فقال : { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الوتين } .

أى : ثم بعد هذا الأخذ بقوة وسرعة ، لقطعنا وتينه . وهو عرق يتصل بالقلب . متى قطع مات صاحبه .

وهذا التعبير من مبتركات القرآن الكريم ، ومن أساليبه البديعة ، إذ لم يسمع عن العرب أنهم عبروا عن الإِهلاك بقطع الوتين .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ} (46)

ثم لقطعنا منه الوتين أي نياط قلبه بضرب عنقه وهو تصوير لإهلاكه بأفظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه وهو أن يأخذ المقتول بيمينه ويكفحه بالسيف ويضرب به جيده وقيل اليمين بمعنى القوة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ} (46)

و { الوتين } : نياط القلب ، قاله ابن عباس وهو عرق غليظ تصادفه شفرة الناحر ، ومنه قول الشماخ : [ الوافر ]

إذا بلغتني وحملت رحلي*** عرادة فاشرقي بدم الوتين{[11303]}

فمعنى الآية لأذهبنا حياته معجلاً .


[11303]:كان الشماخ قد خرج يريد المدينة، فصحب عرابة بن أوس الأنصاري، فسأله عرابة عما يريد بالمدينة، فقال: أردت أن أمتار لأهلي، وكان مع عرابة بعيران، فأنزل الشماخ وأكرمه، وأوقر له بعيريه تمرا وبرا، فقال فيه أبياتا منها هذا البيت، والخطاب للناقة، والرحل: ما يوضع على ظهر البعير للركوب، وكل ما يعد للرحيل، وعرابة هذا صحابي جليل، والوتين: هو العرق الذي وصفه ابن عطية، وشرق يشرق بمعنى: غص، يقول لناقته: إذا أنت أوصلتني إلى عرابة فقد حققت كل آمالي، ولا حاجة بي إليك، ولا يهمني أن أريق دمك.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ} (46)

و { الوتين } : عِرق معلَّق به القلب ويسمى النياط ، وهو الذي يسقي الجسد بالدم ولذلك يقال له : نَهرُ الجسد ، وهو إذا قطع مات صاحبه وهو يقطع عند نحر الجزور .

فقطع الوتين من أحوَال الجزور ونحرها ، فشبه عقاب من يُفرض تَقوُّله على الله بجزور تنحر فيقطع وتينها .

ولم أقف على أن العرب كانوا يكنّون عن الإِهلاك بقطع الوتين ، فهذا من مبتكرات القرآن .

و { منه } صفة للوتين ، أو متعلق ب ( قطعنا ) ، أي أزلناه منه .

وبينَ { منه } الأولى و { منه } الثانية محسِّن الجناس .