التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ صَدَقۡنَٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَيۡنَٰهُمۡ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِينَ} (9)

وقوله - سبحانه - : { ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الوعد . . . } بيان لسنة الله - تعالى - الجارية مع رسله - عليهم الصلاة والسلام - .

أى : ثم صدقنا هؤلاء الرسل ما وعدناهم به من جعل العاقبة لهم { فَأَنجَيْنَاهُمْ } من العذاب الذى أنزلناه بأعدائهم . وأنجينا معهم { مَن نَّشَآءُ } إنجاءهم من المؤمنين بهم .

{ وَأَهْلَكْنَا المسرفين } الذين تجاوزوا الحدود فى كفرهم وتطاولهم على الرسل الكرام ، وإعراضهم عن دعوتهم .

وإلى هنا نرى الآيات الكريمة من أول السورة إلى هنا ، قد أنذرت الناس باقتراب يوم الحساب ، وحذرتهم من الغفلة عنه ، ومن الإعراض عن الاستعداد له بالإيمان والعمل الصالح ، وحكت ما قاله المشركون من تهم باطلة تتعلق بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وبما جاء به من عند ربه - تعالى - وردت عليها بما يزهقها ، ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ صَدَقۡنَٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَيۡنَٰهُمۡ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِينَ} (9)

وقوله : { ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ } أي : الذي وعدهم ربهم : " ليهلكن الظالمين " ، صدقهم الله وعده ففعل ذلك ؛ ولهذا قال : { فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ } أي : أتباعهم من المؤمنين ، { وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ } أي : المكذبين بما جاءت الرسل به .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ صَدَقۡنَٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَيۡنَٰهُمۡ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِينَ} (9)

هذا وعيد في ضمن وصفه تعالى سيرته في الأنبياء من أنه يصدق مواعيدهم فكذلك يصدق لمحمد عليه السلام ولأصحابه ما وعدهم من النصر وظهور الكلمة وقوله تعالى : { ومن نشاء } معناه من المؤمنين بهم ، و «المسرفون » الكفار المفرطون في غيهم وكفرهم وكل من ترك الإيمان مفرط مسرف .