اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ثُمَّ صَدَقۡنَٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَيۡنَٰهُمۡ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِينَ} (9)

قوله : «صَدَقْنَاهُمْ الوَعدَ » صدق يتعدى لاثنين إلى{[27880]} ثانيهما بحرف الجر . وقد يحذف تقول : صَدَقْتُكَ الحديث ، وفي الحديث نحو أمر{[27881]} واستغفر{[27882]} وقد تقدم في «آل عمران »{[27883]} . قال الزمخشري : هو مثل قوله{[27884]} : { واختار موسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً }{[27885]} والأصل في الوعد ، ومن قومه{[27886]} . والمعنى{[27887]} «صدقناهم{[27888]} الوعد » الذي وعدناهم بإهلاك أعدائهم ، { فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَآءُ } أي : أنجينا المؤمنين الذين صدقوا الرسل «وَأَهْلَكْنَا المُسْرَفِين » أي : المشركين المكذبين ، وكل مشرك مسرف على نفسه .


[27880]:في الأصل: أي. وهو تحريف.
[27881]:في ب: أقر. وهو تحريف.
[27882]:أي: أن (صدق) من الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين ثانيهما بحرف جر يجوز حذفه، ومن هذه الأفعال: شكر، تقول: شكرت زيدا معروفه، وشكرت لزيد معروفه وكال، تقول: كلت زيدا الطعام. ووزن، تقول: وزنته زيتا، ووزنت له زيتا. وأمر، تقول: أمرته الخير، وأمرته بالخير، قال الشاعر: أمرتك الخير فافعل ما أُمرت به *** فقد تركتك ذا مال وذا نشب واستغفر، تقول: استغفرت الله ذنبي، واستغفرته من ذنبي. واختار، تقول: اخترت الرجال عمرا، واخترت من الرجال عمرا، قال الله تعالى: {واختار موسى قومه سبعين رجلا} [الأعراف: 155] أي من قومه، وهذا النوع من الأفعال لا يضبط إلا بالسماع. انظر كشف المشكل في النحو 1/404-406.
[27883]:عند قوله تعالى: {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه} [آل عمران: 152]. وذكر هناك: وصدق يتعدى لاثنين أحدهما بنفسه، والآخر بالحرف، وقد يحذف كهذه الآية، والتقدير صدقكم في وعده، كقولهم: صدقته في الحديث. انظر اللباب 2/369.
[27884]:قوله: سقط من الأصل.
[27885]:[الأعراف: 155].
[27886]:الكشاف 3/4.
[27887]:من هنا نقله ابن عادل عن البغوي 5/477.
[27888]:في ب: صدقناهم.