التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بالموازنة بين حال المتقين ، وحال المجرمين ، فقال :

{ إِنَّ المتقين فِي . . . } .

أى : { إِنَّ المتقين } الذين صانوا فى دنياهم أنفسهم عن الكفر والفسوق والعصيان ، واعتصموا بالرشد والهدى والإِيمان .

سيكونون يوم القيامة { فِي ظِلاَلٍ } الأشجار والقصور ، جمع ظل : وهو كل موضع لا تصل إليه الشمس . وفى { عيون } من ماء وعسل ولبن وخمر .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

يقول تعالى مخبرًا عن عباده المتقين{[29637]} الذين عبدوه بأداء الواجبات ، وترك المحرمات : إنهم يوم القيامة يكونون في جنات وعيون ، أي : بخلاف ما أولئك الأشقياء فيه ، من ظل اليحموم ، وهو الدخان الأسود المنتن .


[29637]:- (1) في أ: "المؤمنين".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

إن المتقين عن الشرك لأنهم في مقابلة المكذبين في ظلال وعيون .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

ذكر تعالى حالة { المتقين } بعقب ذكر حالة أهل النار ليبين الفرق ، و «الظلال » في الجنة عبارة عن تكاثف الأشجار وجودة المباني وإلا فلا شمس تؤذي هنالك حتى يكون ظل يجير من جرها ، وقرأ الجمهور «في ظلال » وقرأ الأعرج والأعمش «في ظُلل » بضم الظاء ، و «العيون » : الماء النافع .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي ظِلَٰلٖ وَعُيُونٖ} (41)

يجوز أن يكون هذا ختام الكلام الذي هو تقريع للمشركين حكي لهم فيه نعيم المؤمنين الذي لا يشاهده المشركون لبعدهم عن مكانه فيحكى لهم يومئذٍ فيما يقال لهم ليكون ذلك أشد حسرة عليهم وتنديماً لهم على ما فرطوا فيه مِمَا بَادر إليه المتقون المؤمنون ففازوا ، فيكون هذا من جملة القول الذي حذف فعله عند قوله : { انطلقوا } [ المرسلات : 29 ] الخ .

ويجوز أن يكون هذا ابتداء كلام مستأنف انتقل به إلى ذكر نعيم المؤمنين المتقين تنويهاً بشأنهم وتعريضاً بترغيب من المشركين الموجودين في الإقلاع عنه لينالوا كرامة المتقين .

و { ظِلال } : جمع ظِلّ ، وهي ظلال كثيرة لكثرة شجر الجنة وكثرة المستظلّين بظلها ، ولأن لكل واحد منهم ظلاً يتمتع فيه هو ومَن إليه ، وذلك أوقع في النعيم .

والتعريف في { المتقين } للاستغراق فلكل واحد من المتقين كون في ظلال .

و { في } للظرفية وهي ظرفية حقيقية بالنسبة للظلال لأن المستظل يكون مظروفاً في الظل ، وظرفية مجازية بالنسبة للعيون والفواكه تشبيهاً لكثرة مَا حولهم من العيون والفواكه بإحاطة الظروف ،