( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية . وما أدراك ما هيه ? نار حامية ! ) .
وثقل الموازين وخفتها تفيدنا : قيما لها عند الله اعتبار ، وقيما ليس لها عنده اعتبار . وهذا ما يلقيه التعبير بجملته ، وهذا - والله أعلم - ما يريده الله بكلماته . فالدخول في جدل عقلي ولفظي حول هذه التعبيرات هو جفاء للحس القرآني ، وعبث ينشئه الفراغ من الاهتمام الحقيقي بالقرآن والإسلام !
تفصيل لما في قوله : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } [ القارعة : 4 ] من إجمال حال الناس حينئذ ، فذلك هو المقصود بذكر اسم الناس الشامل لأهل السعادة وأهل الشقاء فلذلك كان تفصيله بحالين : حال حَسَن وحال فظيع .
وثقل الموازين كناية عن كونه بمحل الرضى من الله تعالى لكثرة حسناته ، لأن ثقل الميزان يستلزم ثقل الموزون وإنما توزن الأشياء المرغوب في اقتنائها ، وقد شاع عند العرب الكناية عن الفضل والشرف وأصالة الرأي بالوزن ونحوهِ ، وبضد ذلك يقولون : فلان لا يقام له وزن ، قال تعالى : { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } [ الكهف : 105 ] ، وقال النابغة :
أي راجح وهذا متبادر في العربية فلذلك لم يصرح في الآية بذكر ما يُثقل الموازين لظهور أنه العمل الصالح .
وقد ورد ذكر الميزان للأعمال يوم القيامة كثيراً في القرآن ، قال ابن العربي في « العواصم » : لم يرد حديث صحيح في الميزان . والمقصودُ عدم فوات شيء من الأعمال ، والله قادر على أن يجعل ذلك يوم القيامة بآلة أو بعمل الملائكة أو نحو ذلك .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
يقول : من رجحت موازينه بحسناته . ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول : فأما من ثقُلَت موازين حسناته ، يعني بالموازين : الوزن ...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
اختلفوا في تأويل الميزان من وجوه ، ولكن أقربها عندنا ... أن يكون المراد من قوله : { ثقلت موازينه } جملة المؤمنين ، وقوله تعالى : { وأما من خفت موازينه } جملة الكفار ، ويكون الوجه في ذلك أن المؤمن لما عظّم حق الله تعالى ، وأقام حدوده ، كان له ميزان وقيمة وخطر عند الله تعالى في ذلك ، والكافر لما ترك ذلك خف وزنه وقيمته وخطره . وقد يطلق ، والله أعلم ، هذا الكلام على معنى الجاه والمنزلة ، يقال : لفلان عند فلان وزن وقيمة ، وليس عنده ذلك الوزن . فكذلك هذا ...
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
أحدها : أنه ميزان ذو كفتين توزن به الحسنات والسيئات ، قاله الحسن ...
الثاني : الميزان هو الحساب ، قاله مجاهد...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
الموازين : جمع موزون ، وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله ، أو جمع ميزان . وثقلها : رجحانها . ومنه حديث أبي بكر لعمر رضي الله عنهما في وصيته له : «وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينهم يوم القيامة باتباعهم الحق ، وثقلها في الدنيا ، وحق لميزان لا توضع فيه إلاّ الحسنات أن يثقل ، وإنما خفت موازين من خفت موازينه لاتباعهم الباطل ، وخفتها في الدنيا ، وحق لميزان لا توضع فيه إلاّ السيئات أن يخف » .
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
وثقل هذا الميزان هو بالإيمان والأعمال ، وخفته بعدمها وقلتها ، ولن يخف خفة موبقة ميزان مؤمن ....
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ فأما من ثقلت } أي بالرجحان . ولما كانت الموزونات كثيرة الأنواع جداً ، جمع الميزان باعتبارها ، فقال : { موازينه } أي مقادير أنواع حسناته باتباع الحق ؛ لأنه ثقيل في الدنيا واجتناب الباطل ...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
( فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية . وما أدراك ما هيه ? نار حامية ! ) .
وثقل الموازين وخفتها تفيدنا : قيما لها عند الله اعتبار ، وقيما ليس لها عنده اعتبار . وهذا ما يلقيه التعبير بجملته ، وهذا - والله أعلم - ما يريده الله بكلماته . فالدخول في جدل عقلي ولفظي حول هذه التعبيرات هو جفاء للحس القرآني ، وعبث ينشئه الفراغ من الاهتمام الحقيقي بالقرآن والإسلام !
( فأما من ثقلت موازينه ) في اعتبار الله وتقويمه.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
تفصيل لما في قوله : { يوم يكون الناس كالفراش المبثوث } من إجمال حال الناس حينئذ ، فذلك هو المقصود بذكر اسم الناس الشامل لأهل السعادة وأهل الشقاء فلذلك كان تفصيله بحالين : حال حَسَن وحال فظيع .
وثقل الموازين كناية عن كونه بمحل الرضى من الله تعالى لكثرة حسناته ، لأن ثقل الميزان يستلزم ثقل الموزون وإنما توزن الأشياء المرغوب في اقتنائها ، وقد شاع عند العرب الكناية عن الفضل والشرف وأصالة الرأي بالوزن ونحوهِ ، وبضد ذلك يقولون : فلان لا يقام له وزن ، قال تعالى : { فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً } [ الكهف : 105 ] ... وهذا متبادر في العربية فلذلك لم يصرح في الآية بذكر ما يُثقل الموازين لظهور أنه العمل الصالح .
وقد ورد ذكر الميزان للأعمال يوم القيامة كثيراً في القرآن ، قال ابن العربي في « العواصم » : لم يرد حديث صحيح في الميزان . والمقصودُ عدم فوات شيء من الأعمال ، والله قادر على أن يجعل ذلك يوم القيامة بآلة أو بعمل الملائكة أو نحو ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.