وقولُه تعالَى : { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ موازينه } الخ بيانٌ إجماليٌّ لتحزبِ الناسِ إلى حزبينِ ، وتنبيهٌ على كيفيةِ الأحوالِ الخاصَّةِ بكلِّ منهُمَا إثرَ بيان الأحوالِ الشاملةِ للكُلِّ . والموازينُ إمَّا جمعُ الموزونِ ، وهُوَ العملُ الذي لَهُ وزنٌ وخطرٌ عندَ الله ، كما قالَهُ الفَرَّاءُ ، أو جمعُ ميزانِ ، قالَ ابنُ عباسٍ رضيَ الله عنهَما : إنُّه ميزانٌ له لسانٌ وكِفتانِ ، لا يوزنُ فيهِ إلا الأعمالُ . قالوا : توضعُ فيه صحائفُ الأعمالِ ، فينظرُ إليهِ الخلائقُ إظهاراً للمعدلةِ ، وقطعاً للمعذرةِ . وقيل : الوزنُ عبارةٌ عن القضاءِ السويِّ ، والحكمُ العادلِ ، وبهِ قال مجاهدٌ والأعمشُ والضحاكُ ، واختارَهُ كثيرٌ من المتأخرينَ ، قالوا : إنَّ الميزانَ لا يتوصلُ بهِ إلا إِلى معرفةِ مقاديرِ الأجسامِ ، فكيفَ يمكنُ أن يعرفَ به مقاديرُ الأعمالِ التي هيَ أعراضُ منقضيةٌ ، وقيلَ : إن الأعمالَ الظاهرة في هذهِ النشأةِ بصورٍ عريضةٍ تبرزُ في النشأةِ الآخرةِ بصورٍ جوهريةٍ مناسبةٍ لها في الحُسْنِ والقُبحِ ، وقد رُوي عنْ ابن عباسِ رصيَ الله عنهما أنَّه يُؤتى بالأعمالِ الصالحةِ على صُورٍ حسنةٍ ، وبالأعمالِ السيئةِ على صورٍ قبيحةٍ ، فتوضعُ في الميزانِ ، أيْ فمَنْ ترجحتْ مقاديرُ حسناتِه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.