فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ} (6)

ثم ذكر سبحانه أحوال الناس ، وتفرّقهم فريقين على جهة الإجمال فقال : { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ موازينه * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } قد تقدّم القول في الميزان في سورة الأعراف ، وسورة الكهف ، وسورة الأنبياء .

وقد اختلف فيها هنا . فقيل : هي جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله ، وبه قال الفرّاء وغيره . وقيل : هي جمع ميزان . وهو الآلة التي توضع فيها صحائف الأعمال ، وعبر عنه بلفظ الجمع ، كما يقال لكلّ حادثة ميزان ، وقيل : المراد بالموازين الحجج والدلائل ، كما في قول الشاعر :

لقد كنت قبل لقائكم ذا مرة *** عندي لكلّ مخاصم ميزانه

/خ11