محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ} (6)

ولما كان من المعلوم أن ذلك اليوم هو اليوم الذي تبتدىء فيه الحياة الآخرة ، وفيها تعرف مقادير الأعمال ، وما تستحقه من الجزاء ، رتب عليه قوله تعالى : { فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية } . قال ابن جرير :{[7538]} أي فأما من ثقلت موازين حسناته ، يعني بالموازين الوزن ، والعرب تقول : لك عندي درهم بميزان درهمك ، ويقولون : داري بميزان دارك ووزن دارك ، يراد حذف دارك ، قال الشاعر {[7539]} "

قد كنت قبل لقائكم ذا مرة *** عندي لكل مخاصم ميزانه

يعني بقوله ( ميزانه ) كلامه ، وما ينقض عليه حجته . وكان مجاهد يقول : ليس ميزان ، إنما هو مثل ضرب ، انتهى .

وعليه فالموازين جمع ميزان ، وجوز كونه موزون ، وهو العمل الذي له خطر ووزن عند الله تعالى .


[7538]:انظر الصفحة رقم 282 من الجزء الثلاثين (طبعة الحلبي الثانية).
[7539]:أنشده ثعلب في اللسان (ج 13 ص 447) طبعة بيروت.