اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ} (6)

قوله : { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } . في الموازين قولان :

أحدهما : أنه جمع موزون ، وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله تعالى ، وهذا قول الفراء ، ونظيره قولك : له عندي درهم بميزان درهمك ، ووزن درهمك ، ويقولون : داري بميزان ووزن دارك ، أي : حذاؤها .

والثاني : قال ابن عباس : جمع ميزان ، لها لسان وكفتان ، يوزن فيه الأعمال{[60754]} .

[ وقد تقدم القول في الميزان في سورة «الأعراف » و«الكهف » و«الأنبياء » ، وأنه له كفة ولسان يوزن فيها الصحف المكتوب فيها الحسنات ، والسيئات .

ثم قيل : إنه ميزان واحد بيد جبريل عليه السلام ، يزن به أعمال بني آدم ، فعبر عنه بلفظ الجمع .

وقيل : موازين لكل حادثة ميزان ]{[60755]} .

وقيل : الموازين : الحجج والدلائل ، قاله عبد العزيز بن يحيى .

واستشهد بقول الشاعر : [ الكامل ]

5292- قَدْ كُنْتُ قَبْلَ لِقَائِكُمْ ذَا مِرَّةٍ *** عِنْدِي لكُلّ مُخَاصِم مِيزانه{[60756]}


[60754]:ينظر المصدر السابق.
[60755]:سقط من: ب.
[60756]:ينظر: القرطبي 20/113.