التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (88)

وأما الحجة الثالثة ، فتتجلى فى قوله عز وجل : { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ . . . } أى : قل لهم من بيده ملك كل شىء كائناً ما كان .

فالملكوت من الملك ، وزيدت الواو والتاء للمبالغة فى هذا الملك .

{ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } أى : وهو - سبحانه - يغيث من يشاء من خلقه فلا يستطيع أحد أن يناله بسوء ، أما من يريد الله - تعالى - أن يزل به عقابه ، فلن يستطيع أحد أن يمنع هذا العقاب عنه .

يقال : أجرت فلاناً على فلان ، إذا أغثته وأنقذته منه . وعدى بعلى لتضمينه معنى النصر .

إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أى : إن كنتم - أيضاً - من أهل العلم والفهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (88)

53

( قل : من بيده ملكوت كل شيء ? وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون ? ) . . فهو سؤال عن السيطرة والسطوة والسلطان . سؤال عمن بيده ملكية كل شيء ملكية استعلاء وسيطرة . ومن هو الذي يجير بقوته من يشاء فلا يناله أحد ؛ ولا يملك أحد أن يجير عليه ، وأن ينقذ من يريده بسوء من عباده . . من ?

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (88)

{ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } أي : بيده الملك ، { مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا } [ هود : 56 ] ، أي : متصرف فيها . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا والذي نفسي بيده " ، وكان إذا اجتهد في اليمين قال{[20648]} : " لا ومقلب القلوب " ، فهو سبحانه الخالق المالك المتصرف ، { وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } كانت العرب إذا كان السيد فيهم فأجار أحدًا ، لا يُخْفَر في جواره ، وليس لمن دونه أن يجير عليه ، لئلا يفتات عليه ، ولهذا قال الله : { وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ } أي : وهو السيد العظيم الذي لا أعظم منه ، الذي له الخلق والأمر ، ولا معقب لحكمه ، الذي لا يمانع ولا يخالف ، وما شاء{[20649]} كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وقال الله : { لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ } [ الأنبياء : 23 ] ، أي : لا يسئل عما يفعل ؛ لعظمته وكبريائه ، وقهره وغلبته ، وعزته وحكمته{[20650]} ، والخلق كلهم يُسألون عن أعمالهم ، كما قال تعالى : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ الحجر : 92 ، 93 ] .


[20648]:- في أ : "يقول".
[20649]:- في ف ، أ : "وما شاء الله".
[20650]:- في ف ، أ : "وحكمته وعدله".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (88)

{ قل من بيده ملكوت كل شيء } ملكه غاية ما يمكن وقيل خزائنه . { وهو يجير } يغيث من يشاء ويحرسه . { ولا يجار عليه } ولا يغاث أحد ولا يمنع منه ، وتعديته بعلى لتضمين معنى النصرة . { إن كنتم تعلمون } .