فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (88)

{ قُلْ مَن رَبُّ السماوات السبعِ وَرَبُّ العرش العظيم * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } جاء سبحانه باللام نظراً إلى معنى السؤال ، فإن قولك : من ربه ، ولمن هو في معنى واحد ، كقولك : من ربّ هذه الدار ؟ فيقال : زيد ، ويقال : لزيد .

وقرأ أبو عمرو ، وأهل العراق : «سيقولون الله » بغير لام نظراً إلى لفظ السؤال ، وهذه القراءة أوضح من قراءة الباقين باللام ، ولكنه يؤيد قراءة الجمهور أنها مكتوبة في جميع المصاحف باللام بدون ألف .

وهكذا قرأ الجمهور في قوله : { قل من بيده ملكوت كلّ شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون }

{ سيقولون لله } باللام نظراً إلى معنى السؤال كما سلف . وقرأ أبو عمرو وأهل العراق بغير لام نظراً إلى لفظ السؤال ، ومثل هذا قول الشاعر :

إذا قيل من ربّ المزالف والقرى *** وربّ الجياد الجرد قيل لخالد

أي لمن المزالف .

والملكوت : الملك ، وزيادة التاء للمبالغة ، نحو جبروت ورهبوت ، ومعنى { وَهُوَ يُجْيِرُ } : أنه يغيث غيره إذا شاء ويمنعه { وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } أي لا يمنع أحد أحداً من عذاب الله ولا يقدر على نصره وإغاثته ، يقال : أجرت فلاناً : إذا استغاث بك فحميته ، وأجرت عليه : إذا حميت عنه

/خ98