تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُلۡ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيۡهِ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (88)

الآيتان 88 و 89 : وكذلك ما قال : { قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون }{ سيقولون لله قل فأنى تسحرون }فإذا عرفتم ذلك ، وأقررتم به{ فأنى تسحرون }قيل : فأنى تصرفون عن ذلك ؟ وقال بعضهم : فأنى تخدعون ، وتغرون ( إذا عرفتم أن ذلك ){[13519]} كله لله ؟

وجائز أن يكون قوله : { فأنى تسحرون }رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون : إنه ساحر كذاب ، وهو ليس يدعوكم إلا إلى ما أقررتم ، واعترفتم به ، فأنى تنسبونه إلى السحر ؟ والله أعلم .

وقوله تعالى : { قل من بيده ملكوت كل شيء }قد ذكرنا في ما تقدم .

وقوله تعالى : { وهو يجير ولا يجار عليه }أي يؤمن كل خائف ، ولا يقدر أحد أن يؤمن من أخافه ، وهو كقوله : { وإن يمسسك الله بضر }الآية ( الأنعام : 17 ) .

قال أبو عوسجة : قوله : { وهو يجير ولا يجار عليه }أي يمنع{[13520]}{ ولا يجار عليه }أي لا يقدر أحد أن يمنع منه أحدا ( وقوله ){[13521]} : { فأنى تسحرون }أي تغرون ، وتخدعون ؟ تقول : سحرت أي خُذِعِت ، وغررت .

وقال : { تسحرون }أي تخدعون ، وتصرفون عن هذا .


[13519]:في الأصل: في ذلك، في م: في ذلك فإذا عرفتم ذلك.
[13520]:أدرج قبلها في م: لا.
[13521]:ساقطة من الأصل وم.