التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

والفاء فى قوله : { فَوَقَاهُمُ الله شَرَّ ذَلِكَ اليوم وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً } أى : وجعلهم يلقون فيها حسنا وبهجة فى الوجوه ، وسرورا وانشراحا فى الصدور ، بدل العبوس والكلوح الذى حل بوجوه الكفار .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

( فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ) . .

يعجل السياق بذكر وقايتهم من شر ذلك اليوم الذي كانوا يخافونه ، ليطمئنهم في الدنيا وهم يتلقون هذا القرآن ويصدقونه ! ويذكر أنهم تلقوا من الله نضرة وسرورا ، لا يوما عبوسا قمطريرا . جزاء وفاقا على خشيتهم وخوفهم ، وعلى نداوة قلوبهم ونضرة مشاعرهم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا} (11)

قال الله تعالى : { فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا } وهذا من باب التجانس البليغ ، { فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ } أي : آمنهم مما خافوا منه ، { وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً } أي : في وجوههم ، { وَسُرُورًا } أي : في قلوبهم . قاله الحسن البصري ، وقتادة ، وأبو العالية ، والربيع بن أنس . وهذه كقوله تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ } [ عبس : 38 ، 39 ] . وذلك أن القلب إذا سُرَّ استنار الوجه ، قال كعب بن مالك في حديثه الطويل : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ ، استنار وجهه حتى كأنه قطعة{[29597]} قَمَر{[29598]} وقالت عائشةُ : دخل عَلَيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا تَبرُقُ أسَاريرُ وَجْهه{[29599]} . الحديث .


[29597]:- (1) في م: "كأنه فلقة".
[29598]:- (2) حديث توبة كعب بن مالك في صحيح البخاري برقم (3951، 4673)، وفي صحيح مسلم برقم (2769)، وتقدم عند تفسير الآية: 118 من سورة "التوبة".
[29599]:- (3) حديث عائشة في لحاق أسامة بأبيه زيد. رواه البخاري في صحيحه برقم (3555)، ومسلم في صحيحه برقم (1459).