التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (13)

وقوله - سبحانه - : { فَرَدَدْنَاهُ إلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ } معطوف على كلام محذوف ، والتقدير : فسمعوا منها ما قالت ، ودلتهم على أمه ، فرددناه إليها ، كى يطمئن قلبها وتقر عينها برجوع ولدها إليها ، ولا تحزن لفراقه .

ولتعلم أن وعد الله - تعالى - حق ، أى : أن وعده - سبحانه - لا خلف فيه ، بل هو كائن لا محالة .

{ ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أى : ولكن أكثر الناس لا يعلمون هذه الحقيقة حق العلم ، ولذا يستعجلون الأمور ، دون أن يفطنوا إلى حكمته - سبحانه - فى تدبير أمر خلقه .

وبذلك نرى هذه الآيات قد صاغت لنا بأبلغ أسلوب ، جانبا من حياة موسى - عليه السلام - ، ومن رعاية الله - تعالى - له ، وهو ما زال فى سن الرضاعة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (13)

وينتهي المشهد الرابع ؛ فنجدنا أمام المشهد الخامس والأخير في هذه الحلقة . وقد عاد الطفل الغائب لأمه الملهوفة . معافى في بدنه ، مرموقا في مكانته ، يحميه فرعون ، وترعاه امرأته ، وتضطرب المخاوف من حوله وهو آمن قرير . وقد صاغت يد القدرة الحلقة الأولى من تدبيرها العجيب :

فرددناه إلى أمه ، كي تقرعينها ولا تحزن ، ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (13)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَرَدَدْنَاهُ إِلَىَ أُمّهِ كَيْ تَقَرّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ وَلََكِنّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } .

يقول تعالى ذكره : فَرَدَدْنَا موسى إلَى أُمّهِ بعد أن التقطه آل فرعون ، لتقرّ عينها بابنها ، إذ رجع إليها سليما من قَتل فرعون وَلا تَحْزَنْ على فراقه إياها وَلِتَعْلَمَ أنّ وَعْدَ اللّهِ الذي وعدها إذ قال لها فإذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فأَلْقِيهِ فِي الْيَمّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي . . . الاَية ، حقّ . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قَتادة فَرَدَدْناهُ إلى أُمّهِ فقرأ حتى بلغ لا يَعْلَمُونَ ووعدها أنه رادّه إليها وجاعله من المرسلين ، ففعل الله ذلك بها .

وقوله : وَلكِنّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ يقول تعالى ذكره : ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أن وعد الله حقّ ، لا يصدّقون بأن ذلك كذلك .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ} (13)

و «قرت عينها » أي سرت بذلك ، وروي أن فرعون قال لها : ما سبب قبول هذا الطفل ؟ فقالت إني طيبة الرائحة طيبة اللبن ودمع الفرح بارد ودموع الهم حرّى سخنة فمن هذا المعنى قيل قرت العين وسخنت{[9121]} ، وقرأ يعقوب «نُقِر » بنون مضمومة وكسر القاف ، و { وعد الله } المشار إليه وهو الذي أوحاه إليها أولاً إما بملك وإنما بمنامة وإما بإلهام حسب اختلاف المفسرين في ذلك ، والقول بالإلهام يضعف أن يقال فيه { وعد } ، وقوله تعالى : { أكثرهم } يريد القبط .


[9121]:ومن ذلك قول أبي تمام: فأما عيون العاشقين فأسخنت وأما عيون الشامتين فقرت.