التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۚ وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٞ} (24)

{ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ } - أيها الرسول الكريم - إرسالاً ملتبساً { بالحق } الذى لا يحوم حوله الباطل { بَشِيراً وَنَذِيراً } أى : أرسلناك بالحق مبشراً المؤمنين بحسن الثواب ، ومنذراً الكافرين بأشد ألوان العقاب .

{ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } أى : وما من أمة من الأمم الماضية ، وإلا وجاءها نذير ينذرها من سوء عاقبة الكفر ، ويدعوها إلى إخلاص العبادة لله - تعالى - .

فمن أفراد هذه الأمة من أطاعوا هذا النذير فسعدوا وفازوا ، ومنهم من استحب العمى على الهدى ، والكفر على الإِيمان فشقوا وخابوا .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ بِٱلۡحَقِّ بَشِيرٗا وَنَذِيرٗاۚ وَإِن مِّنۡ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٞ} (24)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّآ أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مّنْ أُمّةٍ إِلاّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ * وَإِن يُكَذّبُوكَ فَقَدْ كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيّنَاتِ وَبِالزّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ } .

يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : إنّا أرْسَلْناكَ يا محمد بالحَقّ وهو الإيمان بالله وشرائع الدين التي افترضها على عباده بَشِيرا يقول : مُبشّرا بالجنة من صدّقك وقبل منك ما جئت به من عند الله من النصيحة وَنَذِيرا تُنذر الناسَ مَنْ كذّبك وردّ عليك ما جئت به من عند الله من النصيحة . وَإنْ مِنْ أُمّةٍ إلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ يقول : وما من أمة من الأمم الدائنة بملة إلاّ خلا فيها من قبلك نذير ينذرهم بأسنا على كفرهم بالله ، كما :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَإنْ مِنْ أُمّةٍ إلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ كلّ أمة كان لها رسول .