الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَوَرَبِّكَ لَنَسۡـَٔلَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (92)

وقوله سبحانه : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ الحجر : 92 ] .

ضميرٌ عامٌّ ، ووعيدٌ محضٌ ، يأخذ كلُّ أحد منه بحَسَب جُرْمه وعِصْيانه ، فالكافرُ يسأل عن التوحيدِ والرسالةِ ، وعن كُفْره وقَصْدِهِ به ، والمؤمنُ العاصِي يُسْأل عَنْ تضْييعه ، وكلُّ مكلَّف عما كُلِّف القيامَ به ، وفي هذا المعنى أحاديثُ ، قال ابن عباس في هذه الآية يقال لهم : لِمَ عَمِلْتُمْ كذا وكذا ، قال : وقوله تعالى : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ } [ الرحمن : 39 ] معناه : لا يقال له : مَاذَا أذنَبْتَ ، لأَنَّ اللَّه تعالى أعلم بذنبه منه ،