الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّامٖ لِّلۡعَبِيدِ} (182)

قوله سبحانه : { وأِنَّ الله }[ آل عمران :182 ] أي : وبأنَّ اللَّه { ليس بظَلاَّم للعبيد } .

قال ( ص ) : قيل : المراد هنا نفْيُ القليلِ والكثيرِ مِنَ الظُّلْم ، كقول طرَفَةَ : [ الطويل ] .

وَلَسْتُ بِحَلاَّلِ التِّلاَعِ مَخَافَةً *** وَلَكِنْ متى يَسْتَرْفِدِ القَوْمُ أَرْفِدِ

ولا يريدُ : أنه قدْ يحلُّ التلاعَ قليلاً ، وزاد أبو البقاءِ وجْهاً آخر ، وهو أنْ يكون على النَّسَبِ ، أي : لا ينسب سبحانه إلى ظُلْمٍ ، فيكون من باب بَزَّاز وعَطَّار انتهى .

قلتُ : وهذا القولُ أحْسَنُ ما قيل هنا ، فمعنى ( وما ربُّكَ بظَلاَّم ) ، أي : بذي ظُلْم .