جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّامٖ لِّلۡعَبِيدِ} (182)

{ ذلك } أي : العذاب ، { بما قدّمت أيديكم } : بسبب ذنوب صدرت من أنفسكم ، وهو من جملة المقول معهم ، { وأن الله ليس بظلاّم للعبيد{[895]} } ، عطف على ما قدمت أي : عدلنا يقتضي تعذيبكم ، وصيغة المبالغة لكثرة العبيد فإنها جمع محلى باللام .


[895]:وفيه إشارة ظاهرة بأنه لو عفى عن تلك الجرائم العظام التي هي الكفر وأشد الظلم على أفضل الخلائق لكان الله تعالى كثير الظلم، والعجب كل العجب أن في الآيات القرآنية أكثر من عشرة وعشرين أن تنقيص الحسنات وتضعيف السيئات وتعذيب المحسن والإحسان مع المسيء في القيامة ظلم من الله تعالى، وهو تعالى بفضله وإحسانه لا يظلم مثقال ذرة وحرم على نفسه الظلم، وصرح بذلك علماء الخلف وعظماء السلف، وليس في كتب اللغة التي عندنا تفسير الظلم إلا بوضع الشيء في غير موضعه اللائق ومع هذا كله فضلاؤنا المتأخرون فسّروا الظلم بالتصرف في ملك الغير بغير إذنه قالوا: الظلم على الله محال، وما فطنوا بالفسادات الواردة على ذلك، وقد بينا في رسالة مفردة/12 وجيز للمصنف.