فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّامٖ لِّلۡعَبِيدِ} (182)

{ ذلك } العذاب أو الوعيد { بما قدمت أيديكم } من السب والقتل ، وذكر الأيدي لأن أكثر الأعمال يباشر باليد ، فجعل كل عمل كالواقع بالأيدي على سبيل التغليب ، وإن كان بعضه باللسان أو بسائر الجوارح . . . { وأن الله } أي وبأن الله { ليس بظلام للعبيد } . . . إنه مالك الملك والمالك إذا تصرف في ملكه كيف يشاء لم يكن ذلك ظلما . . نفى حقيقة الظلم عنه في قوله : { وما ظلمناهم {[1245]} . . . } ، ولكنه نفى ههنا كثرة الشر والظلم أن يصدر عنه كأنه قال : إن خيل إليكم أن في الوجود شرا بناء على ما في ظنكم من أن الحكيم قد يصدر عنه الشر القليل بتبعية الخير الكثير ، فاعلموا أني منزه عن صدور الشر الكثير مني ، وأن هذا من الشر القليل الذي في ضمنه خير كثير- . {[1246]}


[1245]:من سورة هود من الآية 101.
[1246]:من تفسير غرائب القرآن.