وقوله سبحانه : { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين } قيل : المرادُ : القائلينَ : سُبْحَانَ اللَّهِ في بَطْنِ الحُوتِ ؛ قاله ابن جُرَيْجٍ ، وقالتْ فِرْقَةٌ : بَلِ التَّسْبِيحُ هنا الصَّلاَةُ ، قال ابن عبَّاس وغَيْره : صَلاَتُهُ في وَقْتِ الرِّخَاءِ نَفَعَتْهُ في وَقْتِ الشِّدَّةِ ؛ وقال هذا جماعةٌ من العلماءِ ، وقال الضَّحَّاك بن قَيْسٍ على مِنْبَرِهِ : اذْكُرُوا اللَّه ؛ عباد اللَّه ؛ في الرَّخَاءِ يَذْكُرْكُمْ في الشِّدَّةِ ، إن يُونَسَ كانَ عَبْداً للَّهِ ذَاكِراً له ، فَلَمَّا أصابَتْهُ الشِّدَّةُ نَفَعُه ذلك ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : { فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ المسبحين } { لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ، وإن فرعونَ كانَ طَاغِياً بَاغِياً فَلَمَّا أدْرَكَهُ الغَرَقُ ، قَال : آمَنْتُ ، فَلَمْ يَنْفَعْهُ ذلكَ ، فاذكروا اللَّهَ في الرَّخَاءِ يَذْكُرْكُمْ في الشِّدَّةِ ، وقال ابن جُبَيْرٍ : الإشارَةُ بقولهِ : { مِنَ المسبحين } إلى قوله : { لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سبحانك إِنِّي كُنتُ مِنَ الظالمين } [ الأنبياء : 87 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.