ثم حكَى اللَّهُ سبحانه مقالةَ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ؛ شرَّفَه بالذكْرِ وخلَّدَ ثَنَاءَه في الأُمَمِ غَابِرَ الدَّهْرِ ، قال ( ع ) : سمعتُ أبي رحمه اللَّه يقول : سمعتُ أَبا الفَضْلِ ابْنَ الجَوْهَرِيِّ على المنبر يقول ؛ وَقَدْ سُئِلَ أن يتكلَّمَ في شيءٍ من فضَائِل الصحابةِ ، فأَطْرَقَ قليلاً ، ثُمَّ رَفَع رأْسَهُ ، وأنشد :
عَنِ المَرْءِ لاَ تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِه *** فَكُلُّ قَرِينٍ بِالمُقَارَنِ مُقْتَدِ
مَاذَا تُرِيدُ من قومٍ قَرَنَهُمُ اللَّهُ بنبيِّه ، وخصَّهم بمشاهدةِ وَحْيِهِ ، وقَدْ أَثْنَى اللَّهُ تعالى على رَجُلٍ مُؤْمِنٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ، كَتَمَ إيمانَهُ وأَسَرَّهُ ، فجعلَه تعالى في كتابهِ ، وأثْبَتَ ذِكْرَهُ في المصاحِفِ ، لكلامٍ قَالَه في مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ الْكُفْرِ ، وأَيْنَ هُوَ مِنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي اللَّه عنه ؛ إذْ جَرَّدَ سَيْفَهُ بمكَّةَ ، وقال : واللَّهِ ، لاَ أَعْبُدُ اللَّهَ سِرًّا بَعْدَ اليَوْمِ ، قال مقاتل : كان هذا المؤمنُ ابْنَ عَمِّ فِرْعَوْنَ ، قال الفَخْرُ : قيل : إنَّه كانَ ابْنَ عَمٍّ لِفِرْعَوْنَ ، وكانَ جَارِياً مجرى وَلِيِّ العهدِ له ، ومجرى صاحبِ [ السِّرِّ لَه ] ، وقيلَ : كانَ قِبْطِيًّا مِنْ قومِ فرعونَ ، وقيل : إنه كانَ من بني إسرائيل ، والقولُ الأولُ أَقْرَبُ ؛ لأن لَفْظَ الآلِ يقعُ على القَرَابَةِ والعشيرةِ ، انتهى .
قال الثعلبيُّ : قال ابنُ عباس وأكْثَرُ العُلَمَاءِ : كانَ اسمُهُ حَزْقِيلَ ، وقيل : حَزِيقَال ، وقيل : غير هذا ، انتهى .
وقوله : { يُصِبْكُمْ بَعْضُ الذي يَعِدُكُمْ } قال أبو عُبَيْدَةَ وغَيْره : { بَعْضُ } هنا بمعنى : كل ، وقال الزَّجَّاج : هو إلْزَامُ الحُجَّةِ بِأَيْسَرِ ما في الأمرِ ، وليسَ فيه نَفْيُ إصَابَةِ الكُلِّ ، قال ( ع ) : ويظهرُ لي أنَّ المعنى : يُصِبْكُمُ القَسْمُ الواحدُ مما يَعِدُ بِهِ ، لأنَّه عليه السلام وَعَدَهُمْ إنْ آمَنُوا بالنَّعِيمِ ، وإنْ كَفَرُوا بالعذابِ الأَلِيمِ ، فإن كانَ صادِقاً ، فالعذابُ بَعْضُ مَا وَعَدَ بِهِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.