الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَوۡمَ تُوَلُّونَ مُدۡبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِنۡ عَاصِمٖۗ وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنۡ هَادٖ} (33)

وقرأ ابن عبَّاس والضَّحَّاك وأبو صَالِحٍ : ( يوم التَنَادِّ ) بشدِّ الدال ؛ وهذا معنًى آخرُ لَيْسَ من النداءِ ، بل هُو مِنْ : نَدَّ البعيرُ : إذا هَرَبَ ؛ وبهذا المعنى فسَّر ابنُ عبَّاسٍ والسُّدِّيُّ هذه الآيةَ ، وَرَوَتْ هذه الفِرْقَةُ ، في هذا المعنى حَدِيثاً : ( إنَّ اللَّهَ تعالى إذا طَوَى السماوات نَزَلَتْ مَلاَئِكَةُ كُلِّ سَمَاءٍ ، فكانَتْ صَفًّا بَعْدَ صَفٍّ مستديرةً بالأرْضِ التي عليها الناسُ لِلْحِسَابِ ؛ فَإذَا رَأَى الخَلْقُ هولَ القيامةِ ، وأخْرَجَتْ جَهَنَّمُ عنقاً إلى أصحابها ، فَرَّ الكُفَّارُ ونَدُّوا مدْبِرينَ إلى كل جهةٍ ، فتردُّهم الملائِكَةُ إلَى المَحْشَرِ ؛ لا عَاصِمَ لَهُمْ ) والعاصمُ : المُنْجِي .