الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{مِثۡلَ دَأۡبِ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۚ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلۡمٗا لِّلۡعِبَادِ} (31)

و{ مِثْلَ } الثاني : بدلٌ مِن الأوَّل ، والدَّأْبُ : العادةُ ، ويوم التنادي معناه : يَوْمَ يُنَادِي قَومٌ قَوْماً ، ويناديهمُ الآخرُونَ ؛ واختلف في التنادِي المُشَارِ إلَيْهِ ، فقال قتادةُ : هو نِدَاءُ أهْلِ الجَنَّةِ أَهْلَ النارِ ، { فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً } [ الأعراف : 44 ] وقيل : هو النداءُ الذي يَتَضَمَّنهُ قوله تعالى : { يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ بإمامهم } [ الإسراء : 71 ] قال ( ع ) : ويحتملُ أَنْ يكُونَ المُرَادُ التَّذْكِيرَ بِكُلِّ نِدَاءٍ في الْقَيَامَةِ فيه مَشَقَّةٌ على الكُفَّار والعُصَاةِ ؛ وذلك كثِيرٌ .