فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱذۡهَبۡ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ} (24)

{ اذهب إلى فرعون إنه طغى }

{ طغى } ظلم وتعدى وجاوز الحد .

حمل موسى عليه السلام أول ما أرسل دعوة فرعون ملك مصر الذي خرج منه فارا هاربا ؛ ومعلوم أنه صلوات الله عليه قد أرسل بعد ذلك إلى بني إسرائيل ؛ { إنه طغى } ظلم وتجاوز الحد ، وتجبر واستكبر ، استكبر في الأرض بغير الحق فزعم أنه الرب الأعلى ، وبغى على الخلق فاستضعف الإسرائيليين يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم ؛ فكان أول ما دعى إليه أن يقر بأنه لا إله إلا الله : { فقل هل لك إلى أن تزكى . وأهديك إلى ربك فتخشى ){[2013]} ؛ وأن يخلي سبيل المظلومين المستضعفين : { ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم . أن أدوا إلى عباد الله إني لكم رسول أمين . وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين ){[2014]} ؛ كما جاء في آيات مباركات أخر : { فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين . أن أرسل معنا بني إسرائيل ){[2015]} ؛ وفي كلام محذوف استغنى بفهم السامع بما ذكر منه ، وهو قوله : { اذهب إلى فرعون إنه طغى ) فادعه إلى توحيد الله وطاعته ، وإرسال بني إسرائيل معك {[2016]} .


[2013]:سورة النازعات. الآيتان.18، 19.
[2014]:سورة الدخان. الآيات:17، 18، 19.
[2015]:سورة الشعراء. الآيتان:16، 17.
[2016]:ما بين العارضتين من جامع البيان.