إذا نظروا إلى أصحاب الجنة نادوهم بالتسليم عليهم { وَإِذَا صُرِفَتْ أبصارهم تِلْقَاء أصحاب النار } ورأوا ما هم فيه من العذاب استعاذوا بالله وفزعوا إلى رحمته أن لا يجعلهم معهم . ونادوا رجالاً من رؤوس الكفرة يقولون لهم : { أهؤلاء الذين أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ الله بِرَحْمَةٍ } إشارة لهم إلى أهل الجنة ، الذين كان الرؤساء يستهينون بهم ويحتقرونهم لفقرهم وقلة حظوظهم من الدنيا ، وكانوا يقسمون أن الله لا يدخلهم الجنة{ ادخلوا الجنة } يقال لأصحاب الأعراف ادخلوا الجنة وذلك بعد أن يحبسوا على الأعراف وينظروا إلى الفريقين ويعرفونهم بسيماهم ويقولوا ما يقولون . وفائدة ذلك بيان أن الجزاء على قدر الأعمال ، وأن التقدم والتأخر على حسبها ، وأن أحداً لا يسبق عند الله إلا بسبقه في العمل ، ولا يتخلف عنده إلا بتخلفه فيه ، وليرغب السامعون في حال السابقين ويحرصوا على إحراز قصبتهم ، وليتصوروا أن كل أحد يعرف ذلك اليوم بسيماه التي استوجب أن يوسم بها من أهل الخير والشرّ ، فيرتدع المسيء عن إساءته ، ويزيد المحسن في إحسانه . وليعلم أنّ العصاة يوبخهم كل أحد حتى أقصر الناس عملاً . قوله : { وَإِذَا صُرِفَتْ أبصارهم } فيه أن صارفاً يصرف أبصارهم لينظروا فيستعيذوا ويوبخوا وقرأ الأعمش : «وإذا قلبت أبصارهم » .
وقرئ : «ادخلوا الجنة » على البناء للمفعول . وقرأ عكرمة : «دخلوا الجنة » ، فإن قلت : كيف لاءم هاتين القراءتين قوله : { لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } ؟ قلت : تأويله : ادخلوا ، أو دخلوا الجنة مقولاً لهم : لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون . فإن قلت : ما محل قوله : لم يدخلوها وهم يطمعون ؟ قلت : لا محل له لأنه استئناف ؛ كأن سائلاً سأل عن حال أصحاب الأعراف فقيل : لم يدخلوها وهم يطمعون ، يعني حالهم أنّ دخولهم الجنة استأخر عن دخول أهل الجنة ، فلم يدخلوها لكونهم محبوسين وهم يطمعون لم ييأسوا . ويجوز أن يكون له محل ، بأن يقع صفة لرجال { مَا أغنى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ } المال أو كثرتكم واجتماعكم { وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } واستكباركم عن الحق وعلى الناس ، وقرئ : «تستكثرون » من الكثرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.