الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يَمۡلِكُ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٖ نَّفۡعٗا وَلَا ضَرّٗا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} (42)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يَمۡلِكُ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٖ نَّفۡعٗا وَلَا ضَرّٗا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} (42)

ولما بطلت تمسكاتهم ، وتقطعت تعلقاتهم ، تسبب عن ذلك تقريعهم الناشئ عنه تنديمهم بقوله بلسان العظمة : { فاليوم } أي يوم مخاطبتهم بهذا التبكيت وهو يوم الحشر { لا يملك } أي{[57032]} شيئاً من الملك { بعضكم لبعض } أي من المقربين والمبعدين . ولما كان المدار على الخلاص والسياق للشفاعة ، قدم النفع فقال{[57033]} : { نفعاً } وأكمل الأمر بقوله : { ولا ضراً } تحقيقاً لقطع جميع الأسباب التي كانت في دار التكليف من دار الجزاء التي المقصود فيها تمام إظهار العظمة لله وحده على أتم الوجوه .

ولما كان المعنى : فاليوم نسلب الخلائق ما كنا مكناهم منه في الدنيا من التنافع و{[57034]} التضارر . وتلاشى{[57035]} بذلك كل شيء سواه ، أثبت لنفسه المقدس ما ينبغي ، فقال عاطفاً على هذا الذي قدرته : { ونقول } أي في ذلك الحال من غير إمهال {[57036]}ولا إهمال{[57037]} { للذين ظلموا } أي بوضع العبادة في غير موضعها ولا سيما من ضم إلى ذلك إنكار المعاد عند إدخالنا لهم النار : { ذوقوا عذاب النار } {[57038]}ولما لم يتقدم للعذاب وصف بترديد - كما تقدم في السجدة - ولا غيره ، كان المضاف إليه{[57039]} أحق بالوصف لأنه المصوب إليه بالتكذيب فقال : { التي كنتم } أي جبلة وطبعاً { بها تكذبون * } .


[57032]:زيد من ظ وم ومد.
[57033]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: وقال.
[57034]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: التضار ويتلاش.
[57035]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: التضار ويتلاش.
[57036]:سقط ما بين الرقمين من ظ وم ومد.
[57037]:سقط ما بين الرقمين من ظ وم ومد.
[57038]:سقط من ظ.
[57039]:زيد من ظ ومد.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يَمۡلِكُ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٖ نَّفۡعٗا وَلَا ضَرّٗا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} (42)

قوله : { فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلا ضَرًّا } ذلك تيئيس للمشركين الذين عبدوا الملائكة أو غيرهم من الأنداد ؛ فإنهم يوم القيامة لا منجاة لهم من العذاب وسوء المصير ، وفي هذه الآية يقول الله للملائكة يوم القيامة : اليوم لا ينفعكم الذين كانوا يعبدونكم من المشركين ولا يضرونكم ولا أنتم تملكون لهم أيما نفع أو ضر . فقد فات وقت العمل ، وإنما اليوم حساب ولا عمل { وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ } يقول الله للمشركين الذين ظلموا أنفسهم بعبادتهم غير الله واتخاذهم أندادا وشركاء من دون الله { ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ } يقال لهم ذلك على سبيل التقريع والتعنيف ، وزيادة في التنكيل والتعذيب{[3822]}


[3822]:تفسير الطبري ج 22 ص 68-69 وأحكام القرآن لابن العربي ج 4 ص 1592