غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَٱلۡيَوۡمَ لَا يَمۡلِكُ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٖ نَّفۡعٗا وَلَا ضَرّٗا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ} (42)

22

ثم ذكر أن الأمر في ذلك اليوم لله وحده والخطاب في قوله { لا يملك بعضكم } للملائكة والكفار وإن كان الكفار غائبين كما تقول لمن حضر عندك ولمن شاركه في أمر بسببه : أنتم قلتم كذا على معنى أنت قلت وهم قالوا . ويحتمل أن يكون الخطاب للكفار لأن ذكر اليوم يدل على حضورهم أو لهم وللملائكة أيضاً بهذا التأويل ، وعلى الأول يكون قوله { ونقول للذين ظلموا } إفراداً للكفرة بالذكر ، وعلى الوجه الآخر يكون تأكيداً لبيان حالهم في الظلم وذكر الضر تأكيد لعدم تملكهم شيئاً وإلا فهو غير متصور في ذلك اليوم . وإنما قال ههنا { عذاب النار التي كنتم بها تكذبون } وفي السجدة { عذاب النار الذي كنتم به } [ الآية : 20 ] لأنهم هناك قد رأوا النار بدليل قوله

{ كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها } [ الآية : 20 ] فقيل لهم ذوقوا العذاب المؤبد الذي كنتم به تكذبون في قولكم { لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة } [ البقرة : 80 ] وههنا لم يروا النار . وقيل : لأنه مذكور عقيب الحشر والسؤال فناسب التوبيخ على تكذيبهم بالنار .

/خ54