الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَبَٰرَكۡنَا عَلَيۡهِ وَعَلَىٰٓ إِسۡحَٰقَۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحۡسِنٞ وَظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ مُبِينٞ} (113)

{ وباركنا عَلَيْهِ وعلى إسحاق } وقرىء : «وبَرَّكْنا » أي : أفضنا عليهما بركات الدين والدنيا ، كقوله : { وَآتَيْنَاه أَجْرَهُ فِى الدنيا وَإِنَّهُ فِى الأَخِرَةِ لَمِنَ الصالحين } [ العنكبوت : 27 ] وقيل : باركنا على إبراهيم في أولاده ، وعلى إسحاق بأن أخرجنا أنبياء بني إسرائيل من صلبه . وقوله : { وظالم لّنَفْسِهِ } نظيره : { قَالَ وَمِن ذُرّيَّتِى ؟ قَالَ : لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظالمين } [ البقرة : 124 ] وفيه تنبيه على أن الخبيث والطيب لا يجري أمرهما على العرق والعنصر ، فقد يلد البر الفاجر ، والفاجر البر . وهذا مما يهدم أمر الطبائع والعناصر ، وعلى أن الظلم في أعقابهما لم يعد عليهما بعيب ولا نقيصة ، وأنّ المرء يعاب بسوء فعله ويعاتب على ما اجترحت يداه ، لا على ما وجد من أصله أو فرعه .