فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَبَٰرَكۡنَا عَلَيۡهِ وَعَلَىٰٓ إِسۡحَٰقَۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحۡسِنٞ وَظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ مُبِينٞ} (113)

{ وباركنا عَلَيْهِ وعلى إسحاق } أي على إبراهيم ، وعلى إسحاق بمرادفة نعم الله عليهما . وقيل : كثرنا ولدهما ، وقيل : إن الضمير في { عليه } يعود إلى إسماعيل وهو بعيد ، وقيل : المراد بالمباركة هنا : هي الثناء الحسن عليهما إلى يوم القيامة { وَمِن ذُرّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وظالم لّنَفْسِهِ مُبِينٌ } أي محسن في عمله بالإيمان والتوحيد ، وظالم لها بالكفر ، والمعاصي لما ذكر سبحانه البركة في الذرية بيّن أن كون الذرية من هذا العنصر الشريف ، والمحتد المبارك ليس بنافع لهم ، بل إنما ينتفعون بأعمالهم لآبائهم ، فإن اليهود والنصارى ، وإن كانوا من ولد إسحاق ، فقد صاروا إلى ما صاروا إليه من الضلال البين ، والعرب ، وإن كانوا من ولد إسماعيل ، فقد ماتوا على الشرك إلا من أنقذه الله بالإسلام .

/خ113