الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَبَٰرَكۡنَا عَلَيۡهِ وَعَلَىٰٓ إِسۡحَٰقَۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحۡسِنٞ وَظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ مُبِينٞ} (113)

ثم قال : { وباركنا عليه وعلى إسحاق } أي : ثبتنا عليهما النعمة .

{ ومن ذريتهما محسن } وهو المطيع .

{ وظالم لنفسه } وهو الكافر .

وذكر الطبري عن السدي أنه قال : كان إبراهيم{[57653]} كثير الطعام يطعم الناس ويضيفهم فبينما هو يطعم الناس إذ{[57654]} رأى شيخا كبيرا يمشي في الحرة ، فبعث إليه بحمار فركبه حتى أتاه فأطعمه فجعل الشيخ يأخذ اللقمة يريد أن يدخلها في فيه فيدخلها في أذنه مرة وفي عينه مرة ثم يدخلها في فيه ، فإذا أدخلها{[57655]} فيه فيه ، خرجت من دبره . وكان إبراهيم صلى الله عليه وسلم{[57656]} قد سأل ربه{[57657]} ألا يقبض روحه حتى يكون هو الذي يسأله الموت فقال إبراهيم للشيخ حين رأى حاله : ما بالك يا شيخ تصنع هذا ؟ قال يا إبراهيم الكبر ، قال له : ابن كم أنت ؟ فزاد على عمر إبراهيم بسنتين فقال إبراهيم : إنما بيني وبينك سنتين ، فإذا بلغت ذلك صرت مثله ، قال نعم ، فقال إبراهيم : اللهم اقبضني إليك قبل ذلك ، فقال الشيخ فقبض روح إبراهيم وكان ملك الموت قد تمثل في صورة{[57658]} شيخ لإبراهيم ومات إبراهيم وهو ابن مائتي سنة{[57659]} .

وقيل : ابن مائة وسبع{[57660]} وتسعين سنة .


[57653]:ب: "إبراهيم صلى الله عليه وسلم"
[57654]:ب: "إذا"
[57655]:ب: "أدخلت"
[57656]:ساقط من ب
[57657]:ب: "ربه عز وجل"
[57658]:ب: "سورة" وهو تحريف
[57659]:انظر: تاريخ الأمم والملوك 1/160
[57660]:ب: "سبعة"