الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلۡجَبِينِ} (103)

يقال : سلم لأمر الله وأسلم ، واستسلم بمعنى واحد . وقد قرىء بهنّ جميعاً إذا انقاد له ، وخضع ، وأصلها من قولك : سلم هذا لفلان إذا خلص له . ومعناه : سلم من أن ينازع فيه ، وقولهم : سلم لأمر الله ، وأسلم له منقولان منه ، وحقيقة معناهما : أخلص نفسه لله وجعلها سالمة له خالصة ، وكذلك معنى : استسلم : استخلص نفسه لله . وعن قتادة في { أَسْلَمَا } أسلم هذا ابنه وهذا نفسه { وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ } صرعه على شقه ، فوقع أحد جنبيه على الأرض تواضعاً على مباشرة الأمر بصبر وجلد ، ليرضيا الرحمن ويخزيا الشيطان . وروى أن ذلك كان عند الصخرة التي بمنى ، وعن الحسن : في الموضع المشرف على مسجد منى . وعن الضحاك : في المنحر الذي ينحر فيه اليوم .

فإن قلت : أين جواب لما ؟ قلت : هو محذوف تقديره : فلما أسلما وتله للجبين .