الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{أَوۡ يُوبِقۡهُنَّ بِمَا كَسَبُواْ وَيَعۡفُ عَن كَثِيرٖ} (34)

{ يُوبِقْهُنَّ } يهلكهن . والمعنى : أنه إن يشأ يبتلي المسافرين في البحر بإحدى بليتين : إما أن يسكن الريح فيركد الجواري على متن البحر ويمنعهن من الجري ، وإما أن يرسل الريح عاصفة فيهلكهن إغراقاً بسبب ما كسبوا من الذنوب { وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ } منها ،

فإن قلت : علام عطف يوبقهن ؟ قلت : على يسكن ، لأنّ المعنى : إن يشأ يسكن الريح فيركدن . أو يعصفها فيغرقن بعصفها .

فإن قلت : فما معنى إدخال العفو في حكم الإيباق حيث جزم جزمه ؟ قلت : معناه : أو إن يشأ يهلك ناساً وينج ناساً على طريق العفو عنهم .

فإن قلت : فمن قرأ «ويعفو » ؟ قلت : قد استأنف الكلام .