الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَوۡ يُوبِقۡهُنَّ بِمَا كَسَبُواْ وَيَعۡفُ عَن كَثِيرٖ} (34)

{ أَوْ يُوبِقْهُنَّ } يهلكهنّ . { بِمَا كَسَبُوا } أي بما كسب أصحابها وركبانها من الذنوب . { وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ } فلا يعاقب عليها ويعلم .

قرأ أهل المدينة والشام بالرفع على الاستئناف كقوله في سورة براءة :

{ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَآءُ } [ التوبة : 15 ] ، وقرأها الآخرون نصباً على الصرف كقوله تعالى :

{ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ } [ آل عمران : 142 ] صرف من حال الجزم إلى النصب استحقاقاً وكراهة لعوال الجزم ، كقول النابغة :

فإن يهلك أبو قابوس يهلك *** ربيع النّاس والشهر الحرامُ

ونمسك بعده بذناب عيش *** أجبّ الظهر له سنامُ

وقال آخر :

لا تنه عن خلق وتأتي مثله *** عارٌ عليك إذا فعلت عظيم