الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَتَرَىٰهُمۡ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا خَٰشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرۡفٍ خَفِيّٖۗ وَقَالَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ أَلَآ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِينَ فِي عَذَابٖ مُّقِيمٖ} (45)

{ خاشعين } متضائلين متقاصرين مما يلحقهم { مِنَ الذل } وقد يعلق من الذل بينظرون ، ويوقف على خاشعين { يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِىٍّ } أي يبتدىء نظرهم من تحريك لأجفانهم ضعيف خفي بمسارقة ، كما ترى المصبور ينظر إلى السيف . وهكذا نظر الناظر إلى المكاره : لا يقدر أن يفتح أجفانه عليها ويملأ عينيه منها ، كما يفعل في نظره إلى المحاب . وقيل : يحشرون عمياً فلا ينظرون إلا بقلوبهم . وذلك نظر من طرف خفي . وفيه تعسف { يَوْمَ القيامة } إما أن يتعلق بخسروا ، ويكون قول المؤمنين واقعاً في الدنيا ، وإما أن يتعلق بقال ، أي : يقولون يوم القيامة إذا رأوهم على تلك الصفة .