الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{سَأَلَ سَآئِلُۢ بِعَذَابٖ وَاقِعٖ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها أربع وأربعون

ضمن { سَأَلَ } معنى دعا ، فعدّي تعديته ، كأنه قيل : دعا داع { بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } من قولك : دعا بكذا . إذا استدعى وطلبه . ومنه قوله تعالى : { يدعون فيها بكل فاكهة } [ الدخان : 55 ] وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما : هو النضر بن الحرث قال : إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . وقيل : هو رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، استعجل بعذاب للكافرين . وقرىء : «سال سائل » وهو على وجهين : إما أن يكون من السؤال وهي لغة قريش ، يقولون : سلت تسأل ، وهما يتسايلان ؛ وأن يكون من السيلان . ويؤيده قراءة ابن عباس «سال سيل » ، والسيل : مصدر في معنى السائل ، كالغور بمعنى الغائر .